الأربعاء، 18 مايو 2022

يا ضَيعة العُمر يمضي سَبَهْلَلا....

يمرُّ العمر ويبقى مطلبي الدائم الوحيد السَّكينة في كل شيءٍ أقصدُهُ؛ في المكان والرِّفقة.


ألَّا يمسَّني فزعٌ ولا شكٌّ ولا خَيْبة.


أن تغمر الطُّمأنينة قلبي و تَحُفَّه بالحماية.




ولكنّي أُغالبُ نفسي على مافيها مِن هوى السنينَ الطّويلة،


و قد تولّى مِن العُمر أكثرَ مما بقي،


و إنّي لأتلفّتُ مِن حوْلي، فَـأرى أطيافَ القديمِ تنبَعِثُ لي مِن كُلّ رُكنٍ وطريق،


ثُمّ أصحو على الجديد وقد تغيّر كُلّ شيء، ذهب زمانٌ و جاء زمانٌ آخر، فلا أدري .. أَأُنكِرُ ما أرى أم أُنكِرُ نفسي؟!!!







لكنِّي مازلت أجلس برضا تام، رضا النَّاجي في لحظات اندمال الجرح، بُروده، سُكونه..أعرف أنَّ رضاي هذا هو كل ما أمتلكه... أُناجيكَ يا خالقي دائماً في حوف روحي في جميع حالي وأحوالي أشكو عَجَلة أمري وحالَ قلبي؛أحدّثُك بما تعلمُه وبما أَكننتُه في صدري وأنت به عليمٌ؛أُخبرك أنّني مُعبّأةٌ بالدّموع التي لم أبكِها بعد، و مرّةً أتصبّر و مرّةً أجزعُ و أبكي، وحسبي أنّك تجزي المُتصبّرين بِصَبرِهم فأمسحُ ما انهال من الدّمع.
تعرف أنّني لستُ من البَكّائين في ساحتِك ولا من الذين وجدوا الأُنسَ عندك فاستوحشوا عن غيرك،
ولكنّني من الذين يرجون أن ينالوا لذائِذَ القرب منك وسرور مناجاتك حتّى تسكَن نارُ قلوبهم.
يا طيبَ اللّيالي التي أمسيتُ فيها مرتاحةَ البالِ! يا طيبَ هاتيكَ اللّيالي! 
أمسحُ دموعي قبلَ أن أنامَ وأقول لنفسي: 
إنْ لم تصبرْ نفسُكِ يا نور فصبّريها، يا نور، إنَّ الصّبر مطيّة لا تكبو فاصبري!
أعرفُ الصّبر وطريقَه وثوابَه، -سبحانكَ ﷻ - ولكنّني تعبتُ!


أدري بأنَّك قطعًا لن تضيَّعَني
                              لكِنْ تعبتُ.. وصبرِي كُلُّهُ انعدمَا!


عُبَيدُك يا مولاي؛ أدرِكه إنَّه وحيدٌ، فريدٌ، والزمانُ شديدُ.. 
باسمِكَ ربِّي، يا أرحم الراحمين يا أكرم الأكرمين يا إله العالمين،
يَا صانِعَ ما أريد، أنتَ تُريدُ، ويكونُ إذَا شئتَ ما أرَدت.
راحلتِي رِعدِيد، تمسُّها نكسَةُ العبدِ الخطَّاء، وقلبِي جُهدُه الحبْوُ إلى مُرتفَعِ المُجابين.
يا مُشَكِّلَ البُشرَياتِ من نُوركَ، أقفُ جائعَة، لا أريدُ مائدَةً من السَّماء، أتململ عاريَةً، لا أطلُبُ ثيَابَ سُندُس، عطْشَىٰ ولا أسألُكَ كسَفًا منَ السَّماء. 
هبْنِي اطمئْنَانَ مُضغتِي، وسأسْعَى.
هدْأةً بينَ ضِلعٍ وضِلع، لاَ وجعَةَ الخوفِ في تلافِيف المعدَة، ولا قشعريرَة الفزَع.
 سُبحانَك، أنتَ سوَّيتنِي في تقْويمِ حَسن، سَوِّ لي قلبًا ذَا أنَاة، يبَادلُ عبَادكَ إلْفًا بإلْف، وصلاً بِوصْل، حُبًّا بحُبّ، حتَّى إذَ قَلاَهُ النَّديم، ازدَادَ سِلمًا، كالعودِ يزيدُه الإحراقُ طيبًا. 
قلبًا يدومُ ساكنًا، لا يتلجلج مهمَا مخَضني الدَّهر، لأنَّك سوَّيتَهُ منكَ، يُحييهِ لُطفك، ويُطمئِنه بَشيرُك.

 


 



تعلَّمتُ أنَّ التعلُّق اختناق، والفِراق انكسار، واللِّقاء فرح، والاستغناء سعادة.

ونهاية الحياة يتيمة، وكلّ إنسان -وإنْ أبى- سَيَسير وحده في لحظات روحيَّة حرجة،

ولن يجد بِجِواره أحدًا، فَــمُجاورة الأجساد لا تُغني شيئًا، 

وإنَّما زوال الوحدة والغُربة بِــمجاورة الأرواح و قُربها، واتِّصالها الوثيق الذي لا يتقلَّب ولا يتغير.


إنَّها اللحظة الحاسمة التي أتبدّل فيها من شخص يكترث، 
إلى شخص لا يهمُّه سوى أن ينجو بنفسه ولو على حساب خسارة أعزّ أشيائه.


ادعوا لي في سِركم أن يدّنوا مِني المُراد، أن يفتح الله عليَّ فتوحُ العَارفين.


أيامٌ لإختبارِ نَفسي قَبل أي شيءٍ آخر.

آمل أَن أستطيع مَعِرفتي بَعد كُل ما قد جَرى،
والسنين التي ذُريت في مهبِ الرِيح،
أن أستريحَ لُفكرةِ أني مَا زلتُ أنا..

دؤوبة المُحاولة، غير مَلولة.

 يا ربّ دربٌ مُكلَّلُ بالتَوفيق، وعاقبةٌ حُسنى

مشاركة مميزة

ما الذي تفتقده البشرية يا تُرى؟