كم هو مؤلم تناسي أو التخلِّي عن طبيعة مجتمعنا المُسلم!
فالمجتمع المُسلم هو مجتمع "تراحمي" لا تعاقدي ماديّ!
من زارني زُرته!
ومن أطعمني أطعمته!
ومن أهداني أهديته!
ومن واساني واسيته!
وهلُّمَّ جرا!
أيليق بأتباع أُمَّة محمد ﷺ أن تكون بمثل هذي الأخلاق الدنيئة المُفتقرة إلى المكارم والسُّمو و"الرَّحمة"!!!
ألم يقل نبيُّنا ﷺ:: إنَّما بُعثتُ لِأُتمِّمَ مكارم الأخلاق!!
ألم يقل أيضاً ﷺ:: [والله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه]!!
وتأمل هذا الحديث:: [أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ ،
و أحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ ،
أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً ، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا ،
و لأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أنْ اعْتَكِفَ في هذا المسجدِ ، يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا ،
و مَنْ كَفَّ غضبَهُ سترَ اللهُ عَوْرَتَهُ ، و مَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ ،
و لَوْ شاءَ أنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللهُ قلبَهُ رَجَاءً يومَ القيامةِ ،
و مَنْ مَشَى مع أَخِيهِ في حاجَةٍ حتى تتَهَيَّأَ لهُ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يومَ تَزُولُ الأَقْدَامِ ، و إِنَّ سُوءَ الخُلُقِ يُفْسِدُ العَمَلَ ، كما يُفْسِدُ الخَلُّ العَسَلَ]
قال ابن القيِّم في كتابه مدارج السالكين::
الدين كلُّه خُلُقْ! فَــمَن فاقَـكَ في الخُلق، فقد فاقَـك في الدين! -أي زاد عليك في الدين-
الإسلام بنى في نفوس الصحابة الكرام "التراحم" وجميع أئمته تخلَّق ودعا و أوطد هذا السلوك في النفوس المؤمنة.
رغم أنَّ الله كتب أجوراً عظيمة لتلاحم وتراحم المسلمين؛ إلَّا أن المرء التعيس الشَّقي اختار المادة الفانية وفضَّلها على أجر الله!!
لِمَ نغفل عن أنَّ كلَّ صفة تُعامل بها عِباد الله، يُعاملُك الله بها!!!
المُجتمع المُسلم التابع لأعظم قائد محمد ﷺ هو مجتمع متلاحم متراحم، لسنا مثل الغرب مجتمع متعاقد تابع للمصلحة! وبالمناسبة هذا مايجعلنا أقدر الشعوب على تجاوز الأزمات!
فالغرب هو مجتمع متعاقد مع الحكومة، آمنٌ بها، فإن زالت أو سقطت سقط وضاع وهاج وأصبح كالحيوان الثائر لا يُوقفه شيء!
لكن تأمل مجتمعاتنا العربية بكلِّ ما حلَّ بها -رغم تخلِّينا عن جزء كبير جداً من قيم إسلامنا- إلَّا أنّّه مرت بنا حروب وأزمات ومازلنا صامدين مؤمنين!!
وستجد أعلى نسب الانتحار هي في الغرب المُفتقر للأخلاق السامية أو لنقل العقلية المُسلمة؛ رغم كون البلاد -ظاهرياً- قوية ومستندة للقانون!
سبحان الله هلاك المرء دائماً في بُعده عن ربِّه وعن ما شرَّعه له… ونجاته وسعادته وهناؤه هو ملازمة ما أمره به واتِّباع شريعة نبيِّه ﷺ …