الجمعة، 28 أغسطس 2020

الظلم ظلمات يوم القيامة






إذا انتشر في أرض .. نزع منها البركات .. فــــقلَّت الخيرات .. و انتشرت الآفات ... و غرقت الأرض في ظلمةٍ و يوم القيامة ظلمات .. 

فــفيه جماع الآثام .. و هو منبع الأمراض و الأسقام .. و السكوت عنه من أكبر جرائم الإنسان ..  في حقِّه و حقِّ غيره و حقِّ الرحمن .. 

و لذلك شُبِّه الساكت عنه بالشيطان .. حرَّمه الخالق على نفسه .. و لم يُحرِّم على نفسه غيره في القرآن .. و وضع لنا سبحانه الميزان .. و حذَّرنا فقال [ وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ ]  .. 

قال تعالى :

"وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42)" [سورة إبراهيم]

" وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ " [غافر: 31]

" مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ " [غافر: 18]

" أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ " [هود:18]

" وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ " [سبأ: 42]
________________________________

قَالَ  رَسُول الله صلى الله عليه وسلم : 
" مَنْ ظَلَمَ قَيْدَ شِبْرٍ مِنَ الأَرْضِ طَوَّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "

و ورد أن النبي  قال : 

((خمسة غَضِبَ الله عليهم، إن شاء أمضى غضبه عليهم في الدنيا وإلا أمر بهم في الآخرة إلى النار: أمير قوم يأخذ حقه من رعيته ولا ينصفهم من نفسه ولا يدفع الظلم عنهم، وزعيم قوم يطيعونه ولا يساوي بين القوي والضعيف ويتكلم بالهوى، ورجل لا يأمر أهله وولده بطاعة الله ولا يعلمهم أمر دينهم، ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه العمل ولم يوفه أجرته، ورجل ظلم امرأة صداقها))

و عن أَبي موسى رضي الله عنه قَالَ : 
قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: 
(( إنَّ الله لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ ، فَإِذَا أخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ )) ، ثُمَّ قَرَأَ : { وكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ } [ هود : 102] مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
 

وعن أَبي هريرة رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (( ثلاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَات لاَ شَكَّ فِيهِنَّ : دَعْوَةُ المَظْلُومِ ، وَدَعْوَةُ المُسَافِرِ ، وَدَعْوَةُ الوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ )) رواه أَبُو داود والترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) . وليس في رواية أَبي داود : (( عَلَى وَلَدِهِ )) .

 

و عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ:
[ اتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ ] .. صحيح البخاري
 

ويقول رَسُولُ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  : " اتَّقُوا دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ ، فَإنِّهَا تَصْعَدُ إلَى السَّمَاءِ كَأنَّهَا شَرَارَةٌ  " 

------------------------------------------------------------
أعوان الظلمة :

يروى عن الامام أحمد بن حنبل ، حينما كان مسجوناً في محنة (خلق القرآن) أنه سأله السجان عن الأحاديث التي وردت في أعوان الظلمة ، فقال له الإمام أحمد: 

(( الأحاديث في ذلك صحيحة، فقال له: هل أنا من أعوان الظلمة ؟  فقال له: لا، لست من أعوان الظلمة، إنما أعوان الظلمة من يخيطوا لك ثوبك، من يطهو لك طعامك، من يساعدك في كذا وكذا، أما أنت فمن الظلمة أنفسهم )) !!!!

و يقول شيخ الإسلام ابن تيمية  : 
( وقد قال غير واحد من السلف أعوان الظلمة من أعانهم ولو أنهم لاق لهم دواة أو برى لهم قلماً ، ومنهم من كان يقول بل من يغسل ثيابهم من أعوانهم ، وأعوانهم هم من أزواجهم المذكورين فى الآية : " احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله " 
فإن المعين على البر و التقوى من أهل ذلك والمعين على الإثم و العدوان من أهل ذلك قال تعالى : " من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها " 
والشافع الذى يعين غيره فيصير معه شفعا بعد أن كان وترًا ولهذا فسرت 
" الشفاعة الحسنة " بإعانة المؤمنين على الجهاد و "الشفاعة السيئة " باعانة الكفار على قتال المؤمنين كما ذكر ذلك ابن جرير وأبو سليمان )أ.هـ.

قال الإمام الشافعي :

أَتَـــــــهْزَأُ بِالــــــدُّعَاءِ وَتَزْدَرِيهِ ....  وَمَا تَدْرِي بِما صَنَعَ الدُّعَاءُ
سِهَامُ اللَّيلِ لا تُخْطِي وَلَكِنْ  .... لها أمدٌ وللأمدِ انقضاءُ 


مشاركة مميزة

ما الذي تفتقده البشرية يا تُرى؟