الأربعاء، 25 نوفمبر 2020

الأثر الدائم ... ما نُقِش في جِدَار الروح لا يزول..


‏أرى أن الأذى النفسي الحاصل في الطفولة مهما عُولج يظل أثره على نفس المُتضرر، وإن خَفي عن الناس؛ فإنّ شبح هذه العُقدة يظل يُطارده في أضعف لحظات خَلواته بِروحه، ويُؤلمه، وأحياناً يُبكيهِ!

ربما لأنّ هذه الأذية كبرت مع الطفل واندمجت فيه، أي أصبحت جزءًا منه لا عَرض!

‏أوربما لأنّ الطفل هو كالعجينة الصلصالية تمتص ما تُواجه، وتتأثر بما امتصت، ثم تعكس ماواجهتهُ سلباً كان أم إيجاباً.

‏لا يهم السبب، المهم هو السعي الدائم لحماية كل طفل من الأذى والعُقد النفسية قدر الإمكان..

كم أحلم بأن أرعى نَفس وروح كل طفل يَجيءُ إلى هذه الدنيا،
أحلم لو أني أستطيع منع كل أذى وعنف ونبذ وقهر وتنمر وكذب وخداع وغش واستغباء وتفرقة واستحقار عن روح كل الأطفال.
كم أحلم بأن يكبر الطفل سويّاً متزناً متشبعاً لكل الحب والحنان والاحتواء؛ فَتشبُّعه العاطفي هو أساس اتّزانه النفسي!

فالاتّزان العاطفي له أثرٌ كبير في الاتّزان النفسي، والاتّزان النفسي له أثر أو لـنَقل عنصر أساسي مهم حتى يُقدم الفرد وينتج في كل نواحي حياته من علم وعمل وعلاقات إنسانية!

‏والاتزان العاطفي غالباً ما تُشكِّله التفاصيل الصغيرة في يوم الإنسان، والتي قد يغفل الكثير بل ينكر معظهم تأثيرها!

‏العطاء المُستمر -وإن قلّ- هو من العوامل الخفية ذات التأثير الكبير جداً في الاتّزانيْن النفسي والعاطفي

‏ولا أشترط أن يكون العطاء مادياً، بل يحتمل الوجهين، المادية والمعنوية

‏والمعنوي منه أعظم أثراً كالاهتمام والعناية والحرص على جبر الخاطر وحمايته من الكسر، وهلمَّ جرّا...

‏"ومن شَبَّ على شيء شَاب عليه"

‏في وجهة نظري هذه القاعدة تسري على مفهوم التوازن!

‏الطفل المتّزن نفسياً وعاطفياً يكون متّزناً في مراهقته وشبابه، والعكس صحيح!

‏وأساس اتّزانه هو إشباعه التام من العاطفة والاحتواء واللعب والاستكشاف والتجربة...الخ


أُؤمن دائماً بأنّ أي خلل أو أذى حَصل في الطفولة؛ فإنّه حتماً لا مفرّ سيترك أثراً في النفس، وسيكون أثراً عظيماً إن لم يُعالج بشكل سليم!

مشاركة مميزة

ما الذي تفتقده البشرية يا تُرى؟