الأحد، 19 أبريل 2020

ما الذي تفتقده البشرية يا تُرى؟

أرى أنّ أساس مايفقتد إليه البشر هو الإحساس!
وأعظم إحساس مُفتَقَد: هو الإحساس بِعَظمة الخالقﷻ الذي يُوجب عِبادته وطاعته والامتثال لأوامره ونواهيه!
‏الإحساس بالغير،الإحساس ببقية الكائنات، الإحساس بالنِعم من السكن والوطن -الروحي والوجودي-

‏الإحساس بالغير الذي يُوجب الرحمة والمراعاة

الإِحساس الذي يمنع الإنسان من ظُلم غيره وقهرهه وأكل حقه!
‏الإحساس بالرحمة الذي يمنع الإنسان من سفك دم غيره لمصلحة شخصية، الذي يمنع تشتيت أسرة لِغرض فرض النفوذ والاستعلاء!
‏الإحساس الذي يجعل الإنسان حريص على انتقاء كل حروفه خشية أن يجرح حرفه روحاً ويُبكيها!

‏الإحساس هو جوهر آدميتنا!

الإحساس بِتعب الأهل فيُوجب بِرّهما والإحسان إليهما والسعي على إسعادهما!

‏الإحساس بتعب الزوج المنهمك بصراعات العمل وضغطه، فتصبح الزوجة حريصة على تخفيف معاناته وإسعاده وجلب راحته!

‏الإحساس بالزوجة وماتُعاني من مسؤوليات لا تنتهي من إدارة البيت ورعاية الأسرة، من هرموناتها المُتقلبة

الإِحساس بالمِعلم بٍحرصه وكدِّه في التعليم والإيضاح فيُوجب الحرص على الجِدّ والاجتهاد ونَيل أعظم الدرجات وجعل هذا المعلم فخوراً بطلابه!

‏الإحساس بالطالب المضغوط بالدراسة وصلة الأرحام وكسب لقمة العيش، فيُوجب التخفيف من المسؤوليات ومراعاة تقصيره وأخطاءه، وتحفيزه دائماً مهما انتكس!

الإِحساس بعامل النظافة الذي يكدّ في التنظيف وجمع الأوساخ؛فيُوجب الحرص على عدم رمي الأوساخ إلا في المكان المخصص، والحرص على النظافة العامة كالحرص على النظافة الشخصية!

‏الإحساس بالابن، ومراعاة فرق الأجيال وتغير العالم، فيوجب مراعاته والتقرب له ومُصادقته والتقرب له عِوضاً عن الصِدام

الإحساس بالطفل وبأنّه كائن خام، لا يفقه شيئاً بأمور الدنيا، فيُوجب الصبر الطويل والرحمة والتغافل والشفقة واللطف بهم وعدم الكلل من المحاولات والاستسلام السريع للغضب وقلة الحيلة!

‏الإحساس بالرضيع المسكين الذي لا يقدر على الكلام، فنرحم بكائه ولا نتذمر منه ولا نهمل شكواه!

من قناعتي

Image
كن على سجيّتك ولا تكترث لصورتك أمام الآخرين، من على طبيعته دون تكلف سيتقبلك بكل سرور! أما المزيف الذي يرتدي مئات الأقنعة، ويتلبس بعدة شخصيات لا تُمثله، سينفر منك ويبتعد وغالباً سينبذك! فطبيعتك و تجرّدك من التصنع لا تُناسب زيفه!





ولن يُقدّر المرء ذاته، ولن يكون له قيمة إن لم يكن على حقيقته، على سجيته، على طبيعته! دون تكلّف أو ادّعاء!!!

سيفترض الناسُ بكَ ما يشاؤون، لن تنجو من اعتقاداتهم وافتراضاتهم، سيظنّون بكَ سوء النية، وسوء العِشرة، وسوء الخُلُق، سيفصّلونَ لكَ قوالب في رؤوسهم وقلوبهم ويحشرونك فيها حشرًا حتى تشتكي ضلوعك. لن تنجو أبدًا من سوء الظّن، ولن تنالَ الرضا مهما سعيت، فـ"كُن من أنتَ حيث تكون"

وكما قالوا:

لا تنافق صديقاً ولا تتملق عدواً ولا تبني جسوراً من ورق متى وطأتها قدمك انهارت بك لا تلبس قناعاً ولا تخفي ابتسامة ولا تحبس دموعا كان لابُد لها أن تُذرَف لا تقف على ناصية حلم لا يعنيك ولا تحاول رأب صدع ربما يلتهمك في داخله لا تُلقي بنفسك إلى التهلكة ولا يسقطنك ابتغاء الونس في فخ الترجي


الناسُ على خيرٍ حتى يثبتوا عكس ذلك بأنفسهم؛ فمتى ثبُت ذلك حقّ عليكَ حمايةُ قلبِك من الأذى بالابتعاد، فلا تقع في وهم افتراض السوء، فذاكَ لا يجلبُ عليك غير الغمّ والوحدة، الشر يظهرُ دائمًا مهما استتر فلا تنشغل بالبحثِ عنه في صدور الناس.


لا تدفع بأحبتك بعيدًا، وإن احتجت العزلة فاطلبها، بلا إفراط ولا تفريط التمس العذر والثاني والعاشر والسبعين ما دُمتَ قادرًا، وانظُر إلى حياة الناس بعين الرحمة لا بعين الحكم، ولا تكفُرنّ حُسن العشرة، ولا تُحقّرنّ من المعروف شيئًا، فكُلُّه خير



أنا مديونة!

أنا مديونة!

Imageدَيْني عظيم جداً، ليس دَيناً مادياً! فالديون لا تقتصر على المال والمادة! جبر الخواطر، تهوين المصائب، احتواء المكسور، إسعاد الحزين، مساعدة المتعثر على النهوض، إعادة الأمل، نبذ اليأس، رسم الضحكات، ومَسح الدمعات، وغيرها من الكثير من صور روح الإنسانية؛ كلها أعتبرها ديون!

هناك غِياثٌ منحني كلمة حانية أحييت روحي بعد يأسٍ وبأس! وودودٌ واساني في كمدٍ لَمَحَه في عيني! وطيّبٌ أسندني في لحظة انهياري! ومُعينٌ أنار لي عتمة ظلام تِيهي! وعابرٌ أهداني نصيحة في طيشي! وحنونٌ ضمّني في كربي وبكائي! ورحيمٌ ربَّت على كتفي في أوهن لحظاتي!



لم أَجد أعظم من جزاء خالقي وخالقهم، لذا ألزمت نفسي بالدعاء دائماً لهم قبل أن أدعو لنفسي! دائماً أدعو لتلك الأرواح بأساميها وأُخصص كل روح باسمها بدعوة: ياذا الجلال والإكرام، ياذا الطَول والإنعام، يامالك خزائن السماوات والأرض اجْزهِ عنّي خيرَ جزاء الدنيا والآخرة، وارضى عنه وأرضيه

[وإني أدين لأولئك الذين جبروا بخاطري يوماً، قاصدين أو حتى بمحض الصدفة]


عن الأمان

 الله يجزي الأباء خير الدنيا والآخرة، تخيّل ماأن تُبشّر بِطفل لك، فإنّ هذا التبشير هو إعلان إلزام لك بالنفقة والرعاية والعناية لهذا الطفل ماحييتما -أنت وطفلك-
‏ومابالك فيمن ذاق تلك البشرى مرات ومرات، وأصبحت لديه ذرية طيبة؟
‏بالطبع هذا التكليف زاد، والحمل زاد، لكن سبحان من خلق الآباء!

وخلق فيهم الرضا والسعي المتواصل بٍحب ورضا على كسب لقمة العيش يومياً بلا ملل أو كلل!
‏سبحان من خلق الآباء لا يملُّون من طلبات أبناءهم، ولا يرفضون دلالهم بشراء ألعاب وحاجيات، أو بتجهيز رحلة سفر ترفيهية

‏وكله على قلب الآباء مثل العسل!

في اللغة، فاقد الأب هو اليتيم، ولك أن تنظر في القرآن والسنن كيف أُمِرنا أن نرعى اليتامى ونُحسن إليهم!

‏الرحيمﷻ يعلم مدى احتياج الطفل لأبيه، لذا شرّع لُطفاً وحكمة وأوصانا باليتيم، برعايته والإحسان إليه، والرحمة به!

‏الآباء لا مثيل لهم، وفقدانهم هو الطامة الكبرى!

حفظ الله لكم آباءكم وبارك في أعمارهم وصحتهم♥️

مشاركة مميزة

ما الذي تفتقده البشرية يا تُرى؟