الفطرة السليمة والقلب السليم
أُخاِطبُ في مُدونتي أصحاب القلوب السليمة، ذوي العقول المُستقيمة
الخميس، 18 مايو 2023
الخميس، 5 يناير 2023
صُبحُ لَيليَ الطويل ... و رُقية قلبي العليل ...
صُبْحَ ليليَ الطويل، ورُقْيَةَ قلبيَ العليل، سلامٌ عليك..
"وصدرٍ أراحَ الليلُ عازبَ همِّه
تَضَاعفَ فيه الحزنُ من كلِّ جانبِ!"
سبحان ربِّ البيانِ الذي علمَ الإنسانَ!
إن الصدرَ يا نديمي كأنَّه بيتُ الهموم، وكأنَّ الليلَ راعٍ والهمومَ أنعامٌ سائمةٌ بالنهار يُرجِعُها راعيها "الليل" إلى مُراحِها.. ثم هي تنمو وتتضاعفُ.
ما الذي يجذبُ الهمومَ إلى مُراحِ الليل؟!
من الذي يَنبشُ في دفائنِ الصدرِ كلَّ ليلةٍ؟!
أفتقده يا ربِّي وكم من أنينٍ أصابني مُنذُ الفراق..
مكونةً من ثلاثةِ أحرُفٍ ولكنها تلوي الذراعَ؛
فاءُ فناءِ الروح، والقافُ قتالاً مع النفس، والدالَ داءُ خبيثٌ مكثَ بهذا الجسم….
حينما أقولُ لأحدهُم لقد فقدتُ ذاكَ العزيز، فهذا كفيل بأن يشرح بُركان الوجع، شعورُ الوحدة بين الجميع، مكسور تجدُ نفسك في كُلِ حينٍ.
كأنِّي من دونهِ أصبحتُ كالجليد، مُكبَّلة دائماً مثل السجين، من يُعيد لي الماضي الجميل؟
تناثرت أوراقُ السعادة مني، ومال الغُصن عنِّي، وأنت هُناك بالبعدِ ما تراكَ عيني.
هأنا الآنِ أقولها لكَ إن كان سيصلكَ حرفي أنني أشتاقُ إليكَ وأنتَ تعلمُ كيفَ لوعةُ الشوقِ تفعل وتقضي، حريقًا اشتعلَ بي ومن يُطفئهُ إلّّاك؟!!
فسلامًا لكَ حتى مطلع الفجر وعظم الأجر لقلبي ولروحي…
.
أفتَقِدهُ يا الله…أفْتَقِدُ كلماته الحنونة المَليِئةِ بِالرِّقَّةِ وَالعُذُوبةِ التي تَسْرِيْ في دَاخِليْ كَبلسَمٍ شَافِي لِتُزيلَ بِدفْئِها كُلَ وَشْائِجِ أحزَاني.
أفْتَقِدُ نَبرةَ صُوتِهِ، حِنِيَّتَه، ضِحكَتهُ الرَنانةَ العَفَويةَ التي تُعِيدُ تَرتيِب فَوُضْا۽َ قَلبيْ.
أفْتَقِدُ شُعاعَ لُطفِ عيناهُ المُتَّقِدَ بِالأملِ الذيٰ يُنيرُ دَربي المُتشِحَ بِالسَّواد.
أفْتَقِدُ تَفَاصِيلهُ الصَغيِرة، طِيبةَ قَلبِهِ الذي لمْ يَتلوّّثْ بِسُوادِ الحَياة.
أتشوَّق نظرات الحُبِ في عِيناهُ المْمزُوجَةِ بِاللهْفَةِ والاشتياق.
ظمئتُ إلى لِقائِه واستطار فؤادي المُتيَّمُ بِحُبِه لرؤيتهِ.
حَياتِي أصبَحْت مُوحِشة، كيف لا وهو هي!
جُبلتُّ أن سأراه، وسَيبتلُ الجَفن، ويَنبتُ زهرٌ يُعوض عَن غِيابهِ.
تَمتدُ الأيام والغِياب يَنهشُ قَلبي!
والصَبر أَمضى كومضٍ في أَحداقي؛ فجعلتُ أَبكي.. أفتقدهُ يا الله ودُون غَيري لَن تَحفلَّ وجهتي بهِ بَعد الآن!!!
أفتقده والفقدُ مَزّق نياطي، وأشعل النَّار بِفؤادي..
آهٍ يا الله كم تاقت نفسي لأحاديثه الطويلة، عيناه البنيتان الكحيلتان وبشرتهُ السّمراءِ..
لم يستوعب قلبي خبر فُراقه؛ فبقىٰ عالقًا في آخر يوم رأته عينه ولمسته يديَّ..
أفتقدُ أحاديثه الصباحية؛ التي بغيابها غابت الشمسُ بداخلي..
أفتقدُه وكلما شدّني الحنينُ إليه، شرعتُ لأُبحرُ بين أمواجِ أحاديثه، وأغرقُ في كُلِ حرفٍ وكُلِ نبرة، وفي النهاية أجدني مرمية على شاطىء الوجع أبكيه بكلِ حسرة..
أفتقدُ نفسي المرحة والضحكات التي تُزين تقاسيم وجهي عندما أتحدثُ إليه، والخِفة التي أشعرُ بها عندما يُشعرني بأنِّي عالمه الوحيد!
أفتقدُ نبضات قلبّي المُتسارعة عندما أرى كلمة أُحبّكِ، وأفتقدُ لحن اسمي حِينما تُجملهُ مُوسيقىٰ صوته..
أفتقدهُ يا الله لكني صابرةٌ على وجع الفُقد؛ علَّه يرجعُ إليّ راميًا قميصَ عودته؛ فيردُ بِبُشرَىٰ عودتهِ النّورَ إلىٰ قلبّي
لعلي أثقلتُ عليك..
آهةٌ طويلةٌ، ونَفَسٌ حارّ..
أُحِسُّ أني أُواري تحتَ أضلُعي شبحًا أسودَ، ما يزال يَمنعُني ويُوهِنُ عزمي ويكفُّ مِن خطواتي، وما يزالُ يُوسوِسُ إليَّ بجملته القصيرة القاتلة: لِمَ تَتَعَنَّى! أليس الأمرُ سواءً؟!
تقتلني قَولَتَه، وتجعلني أيامًا طَريحًا لا يُدرَى ما بي!
وربُّك المجيرُ من نداءاتِ اليأسِ.
إن الأمرَ يا سلوةَ فؤادي ليسَ سواءً!
"فليسَ سواءً عالمٌ وجهولُ"!
وليس سواءً ساعٍ وَكَسولُ!
وليس سواءً باذلٌ وبخيلُ!
وليسَ سواءً صابرٌ وجَزُوعُ!
وليسَ سواءً ساكنٌ وهَلُوعُ!!
ليسَ كلُّ الناسِ سواءً، ولا درجاتهم واحدةً، فمنهم مُنحَطٌّ عن المعالي ومنهم مَرفوع!
وليس سواءً هانئٌ بوصالٍ ومُهَشَّمٌ بتباريحِ الشوقِ والفراق!!!
ونعوذ بالله مِن ضَغطةِ الإياس، على مكاظمِ الأنفاس….
هذا جانبُ مخيفٌ مِن جوانب الليل، لكنَّه إن كان كذلك تارةً، فإنه يكونُ تاراتٍ عُرسًا بهيجًا مُقمِرًا، تتلألأ فيه ألوانُ البشارة، وتتلاقى فيه أحاسنُ الأماني، وتتراقصُ بواكيرُ الآمال، ويجتمعُ فيه الشتيتان بعدما كانا "يظنانِ كلَّ الظنِّ ألّا تلاقيَا!"
وبالله حسنُ البلاغِ إلى محاسنِ الظنون..
دمْ بخيرٍ، ليلُك آنِسٌ بَهيج، ونهاركَ عَبِقُ الأَريجِ.
وسلامٌ عليك ما هبَّ نسيمُ الخريفِ اللطيف، الذي من أنفاسِك لَطُف، ومِن راحتَيك اغترَفْ… وآسفٌة إن أطلتُ عليك..
هُنا.. لا أيامَ أطويها، ولا أحلام أنساها، أُراقب عجلةِ الوقتِ تمضي مُنذ أربع سنواتٍ، وأرقب اللون البُرتقالي، علَّ يصير بستانًا، علَّ أصير أنا وتخضر أيامي..
أربع سنواتٍ تنفرطُ من حياتي، وتذرني هشيمٌ وريحٌ غاضبة تضرب المَرسى.
أربع سنواتٍ!
غزاني الشيب، وَوَهن العظم، وضعُف القلب، وازدادت كل الأوجاع وتاهت في الممراتِ آلامٌ وأجفانٌ، إلى أن صرتُ هأنذي، غريبة الوجهةِ، قليلة الحيلةِ، ضعيفة البنيان، خائرة القوى كليَّا!
لكنني في وسطِ كُلِّ هذه الغُربة، التي تلفحني وتقبضُ قلبي، أذكرك!
أتذكركَ منذ أن وعدت نفسي أن أكفّ عن العَد، وعيشَ إيماءاتِ الهواء، كأنها وردٌ وَجب عليَّ جَمعه، كي لا يَذبل، كي لا أذبل!
أُكرمُ وفادتك في كل مرةٍ أرى الحُب في الفعلِ، كُلما لمحت ظلًا مؤنسًا، ويدًا حنون، وغصنًا أدركه الذبول…
لا أحولُ عن عهدك، وإن حالت النجوم من ممارِّها.
ولا أزول عن ودِّك، وإن زالت الجبال عن مقارها.
بيننا عِصَمٌ لا تنقض، وذمم لا ترفض.
لي قلبٌ قريح، حشوُه ودٌّ صحيح.
وكبدٌ دامية، كلُّها محبةٌ نامية.
مودتك شعارُ ضميري، ومخالصتك أغلبُ الأحوالِ على قلبي.
الأحد، 27 نوفمبر 2022
مَيَّز إسْلامُنا مُجتمعَنا بالتَّراحمِ والتَّلاحم لا بالتَّعاقد المادي!
كم هو مؤلم تناسي أو التخلِّي عن طبيعة مجتمعنا المُسلم!
فالمجتمع المُسلم هو مجتمع "تراحمي" لا تعاقدي ماديّ!
من زارني زُرته!
ومن أطعمني أطعمته!
ومن أهداني أهديته!
ومن واساني واسيته!
وهلُّمَّ جرا!
أيليق بأتباع أُمَّة محمد ﷺ أن تكون بمثل هذي الأخلاق الدنيئة المُفتقرة إلى المكارم والسُّمو و"الرَّحمة"!!!
ألم يقل نبيُّنا ﷺ:: إنَّما بُعثتُ لِأُتمِّمَ مكارم الأخلاق!!
ألم يقل أيضاً ﷺ:: [والله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه]!!
وتأمل هذا الحديث:: [أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ ،
و أحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ ،
أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً ، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا ،
و لأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أنْ اعْتَكِفَ في هذا المسجدِ ، يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا ،
و مَنْ كَفَّ غضبَهُ سترَ اللهُ عَوْرَتَهُ ، و مَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ ،
و لَوْ شاءَ أنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللهُ قلبَهُ رَجَاءً يومَ القيامةِ ،
و مَنْ مَشَى مع أَخِيهِ في حاجَةٍ حتى تتَهَيَّأَ لهُ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يومَ تَزُولُ الأَقْدَامِ ، و إِنَّ سُوءَ الخُلُقِ يُفْسِدُ العَمَلَ ، كما يُفْسِدُ الخَلُّ العَسَلَ]
قال ابن القيِّم في كتابه مدارج السالكين::
الدين كلُّه خُلُقْ! فَــمَن فاقَـكَ في الخُلق، فقد فاقَـك في الدين! -أي زاد عليك في الدين-
الإسلام بنى في نفوس الصحابة الكرام "التراحم" وجميع أئمته تخلَّق ودعا و أوطد هذا السلوك في النفوس المؤمنة.
رغم أنَّ الله كتب أجوراً عظيمة لتلاحم وتراحم المسلمين؛ إلَّا أن المرء التعيس الشَّقي اختار المادة الفانية وفضَّلها على أجر الله!!
لِمَ نغفل عن أنَّ كلَّ صفة تُعامل بها عِباد الله، يُعاملُك الله بها!!!
المُجتمع المُسلم التابع لأعظم قائد محمد ﷺ هو مجتمع متلاحم متراحم، لسنا مثل الغرب مجتمع متعاقد تابع للمصلحة! وبالمناسبة هذا مايجعلنا أقدر الشعوب على تجاوز الأزمات!
فالغرب هو مجتمع متعاقد مع الحكومة، آمنٌ بها، فإن زالت أو سقطت سقط وضاع وهاج وأصبح كالحيوان الثائر لا يُوقفه شيء!
لكن تأمل مجتمعاتنا العربية بكلِّ ما حلَّ بها -رغم تخلِّينا عن جزء كبير جداً من قيم إسلامنا- إلَّا أنّّه مرت بنا حروب وأزمات ومازلنا صامدين مؤمنين!!
وستجد أعلى نسب الانتحار هي في الغرب المُفتقر للأخلاق السامية أو لنقل العقلية المُسلمة؛ رغم كون البلاد -ظاهرياً- قوية ومستندة للقانون!
سبحان الله هلاك المرء دائماً في بُعده عن ربِّه وعن ما شرَّعه له… ونجاته وسعادته وهناؤه هو ملازمة ما أمره به واتِّباع شريعة نبيِّه ﷺ …
الاثنين، 8 أغسطس 2022
بالٌ عصيٌّ على النسيان
يَمضي العُمر، وأنا أَمضي.. وشيئًا فشيئًا تُحرق قصة، يَذبل حلم.
وهُناكَ في عُمق الوَريد يتفاقمُ حزنٌ مُغترب.
أَرسمُ آفاقًا واسعةً نيرةً رُغم ما في الدُنيا من عداءٍ وكبتٍ، أُصارع التَناقض والتَواتر في أحداثٍ لا حيلةَ لِي في مُجابهتها إلا بالتوكلِ ورجاءٌ يُعانق القَلب الدافئ المُثقل بالخَيبات،
بأن ياربُ أُنظرني..
ولا أكلْ الوقوف على العَتبةِ بل أُقيمُ عزاءً خاصًا لكُلِّ أُنسٍ صُيِّر وحشة،
وكُل حُلمٍ أصبح غَصة، وَأرمق كُل من خَاب سَعينا الدؤوب بسببهِ، وأُردد أن لا وُقوف!
بيدٍ رَسمتُ حُلمًا، وبالأُخرى لَوحت،
ومَضيتُ أذرفُ وأستنزفُ الأَمل الذي أُقحمه في كُلِ عَثرة؛
لأن السيرَ طويل، والليالي مُحملة بِأمنياتِ مَن تَوسد الدُعاء،
والفجرُ قَريبٌ؛ ولأن بَصيصًا يَلوحُ عن كل شروقٍ.. ولأجلِ ذا أنا أُحاول. وفي تِلكَ الأيامِ التي لا تَزدان بِها أي لحظةٍ ولا يَحوفها دفءٌ،
بوجودٍ بَالٍ عصيٌّ على النِسيان.
لَن تطوى تِلك الصفحات، سَتبقى تَسكبُ العَبرات،
لكنني سأمضي ولو بنفسٍ مَصقولةٌ بالألم، مَلجومة الأمل.
مُؤكدٌ أن الوجود تَغير، وما بقي مُجرد لَفحات.
لكن يَقينًا؛ مَا مضى فات وأنقضى،
والأحلام التي سُلبت مني لَيست إلا لأستفيق،
ولا تَزال تعيقني الذِكريات بَيْدَ أن حُلمًا يُحلق في المَدى البعيد، مُنتظرًا صُبحًا وسعيًا من جديد.
الأربعاء، 18 مايو 2022
يا ضَيعة العُمر يمضي سَبَهْلَلا....
يمرُّ العمر ويبقى مطلبي الدائم الوحيد السَّكينة في كل شيءٍ أقصدُهُ؛ في المكان والرِّفقة.
ألَّا يمسَّني فزعٌ ولا شكٌّ ولا خَيْبة.
أن تغمر الطُّمأنينة قلبي و تَحُفَّه بالحماية.
ولكنّي أُغالبُ نفسي على مافيها مِن هوى السنينَ الطّويلة،
و قد تولّى مِن العُمر أكثرَ مما بقي،
و إنّي لأتلفّتُ مِن حوْلي، فَـأرى أطيافَ القديمِ تنبَعِثُ لي مِن كُلّ رُكنٍ وطريق،
ثُمّ أصحو على الجديد وقد تغيّر كُلّ شيء، ذهب زمانٌ و جاء زمانٌ آخر، فلا أدري .. أَأُنكِرُ ما أرى أم أُنكِرُ نفسي؟!!!
لكنِّي مازلت أجلس برضا تام، رضا النَّاجي في لحظات اندمال الجرح، بُروده، سُكونه..أعرف أنَّ رضاي هذا هو كل ما أمتلكه... أُناجيكَ يا خالقي دائماً في حوف روحي في جميع حالي وأحوالي أشكو عَجَلة أمري وحالَ قلبي؛أحدّثُك بما تعلمُه وبما أَكننتُه في صدري وأنت به عليمٌ؛أُخبرك أنّني مُعبّأةٌ بالدّموع التي لم أبكِها بعد، و مرّةً أتصبّر و مرّةً أجزعُ و أبكي، وحسبي أنّك تجزي المُتصبّرين بِصَبرِهم فأمسحُ ما انهال من الدّمع.
تعرف أنّني لستُ من البَكّائين في ساحتِك ولا من الذين وجدوا الأُنسَ عندك فاستوحشوا عن غيرك،
ولكنّني من الذين يرجون أن ينالوا لذائِذَ القرب منك وسرور مناجاتك حتّى تسكَن نارُ قلوبهم.
يا طيبَ اللّيالي التي أمسيتُ فيها مرتاحةَ البالِ! يا طيبَ هاتيكَ اللّيالي!
أمسحُ دموعي قبلَ أن أنامَ وأقول لنفسي:
إنْ لم تصبرْ نفسُكِ يا نور فصبّريها، يا نور، إنَّ الصّبر مطيّة لا تكبو فاصبري!
أعرفُ الصّبر وطريقَه وثوابَه، -سبحانكَ ﷻ - ولكنّني تعبتُ!
أدري بأنَّك قطعًا لن تضيَّعَني
لكِنْ تعبتُ.. وصبرِي كُلُّهُ انعدمَا!
عُبَيدُك يا مولاي؛ أدرِكه إنَّه وحيدٌ، فريدٌ، والزمانُ شديدُ..
باسمِكَ ربِّي، يا أرحم الراحمين يا أكرم الأكرمين يا إله العالمين،
يَا صانِعَ ما أريد، أنتَ تُريدُ، ويكونُ إذَا شئتَ ما أرَدت.
راحلتِي رِعدِيد، تمسُّها نكسَةُ العبدِ الخطَّاء، وقلبِي جُهدُه الحبْوُ إلى مُرتفَعِ المُجابين.
يا مُشَكِّلَ البُشرَياتِ من نُوركَ، أقفُ جائعَة، لا أريدُ مائدَةً من السَّماء، أتململ عاريَةً، لا أطلُبُ ثيَابَ سُندُس، عطْشَىٰ ولا أسألُكَ كسَفًا منَ السَّماء.
هبْنِي اطمئْنَانَ مُضغتِي، وسأسْعَى.
هدْأةً بينَ ضِلعٍ وضِلع، لاَ وجعَةَ الخوفِ في تلافِيف المعدَة، ولا قشعريرَة الفزَع.
سُبحانَك، أنتَ سوَّيتنِي في تقْويمِ حَسن، سَوِّ لي قلبًا ذَا أنَاة، يبَادلُ عبَادكَ إلْفًا بإلْف، وصلاً بِوصْل، حُبًّا بحُبّ، حتَّى إذَ قَلاَهُ النَّديم، ازدَادَ سِلمًا، كالعودِ يزيدُه الإحراقُ طيبًا.
قلبًا يدومُ ساكنًا، لا يتلجلج مهمَا مخَضني الدَّهر، لأنَّك سوَّيتَهُ منكَ، يُحييهِ لُطفك، ويُطمئِنه بَشيرُك.
تعلَّمتُ أنَّ التعلُّق اختناق، والفِراق انكسار، واللِّقاء فرح، والاستغناء سعادة.
ونهاية الحياة يتيمة، وكلّ إنسان -وإنْ أبى- سَيَسير وحده في لحظات روحيَّة حرجة،
ولن يجد بِجِواره أحدًا، فَــمُجاورة الأجساد لا تُغني شيئًا،
وإنَّما زوال الوحدة والغُربة بِــمجاورة الأرواح و قُربها، واتِّصالها الوثيق الذي لا يتقلَّب ولا يتغير.
إنَّها اللحظة الحاسمة التي أتبدّل فيها من شخص يكترث،
إلى شخص لا يهمُّه سوى أن ينجو بنفسه ولو على حساب خسارة أعزّ أشيائه.
ادعوا لي في سِركم أن يدّنوا مِني المُراد، أن يفتح الله عليَّ فتوحُ العَارفين.
أيامٌ لإختبارِ نَفسي قَبل أي شيءٍ آخر.
آمل أَن أستطيع مَعِرفتي بَعد كُل ما قد جَرى،والسنين التي ذُريت في مهبِ الرِيح،أن أستريحَ لُفكرةِ أني مَا زلتُ أنا..
دؤوبة المُحاولة، غير مَلولة.
يا ربّ دربٌ مُكلَّلُ بالتَوفيق، وعاقبةٌ حُسنى
الأحد، 12 ديسمبر 2021
حرمان الطفل من التكنولوجيا: أذى وشر؟؟ أم خير في حقه؟؟
كـعادتي دائماً ما أستلهُم الأفكار من مُعاشرتي للبشر، والحديث إليهم رغم ضيقي وضجري من الناس وحبي بأن أبقى في البيت ساكنة آمنة مُطمئنة.
مشاركة مميزة
-
كيف نتعامل مع الكلمات الجارحة؟ وماهو تأثيرها؟ وما أنواعها؟ فلا أحد مهما كان قوياً وإلا وتؤثر فيه الكلمات، فهي على صدر الإنسان كالرصاص ال...
-
أنا آخذُ الصِّدق من أفواهِ المواقف والأفعال؛ لا من مجرَّد الادِّعاء والأقوال! فَـكَم من قول قد كذَّبه صريحُ الفعل، و كم من دعوى مَحاها موقف ...
-
يَمضي العُمر، وأنا أَمضي.. وشيئًا فشيئًا تُحرق قصة، يَذبل حلم. وهُناكَ في عُمق الوَريد يتفاقمُ حزنٌ مُغترب. أَرسمُ آفاقًا واسعةً نيرةً ر...