السبت، 20 يونيو 2020

لطائف الرحمة لكلِّ مهمومٍ مُبتلَى

   ‏

قال ﷺ:
‏[مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ وَلَا نَصَبٍ، وَلَا سَقَمٍ وَلَا حَزَنٍ، حَتَّى الْهَمِّ يُهَمُّهُ إِلَّا كُفِّرَ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِ]
 
قال رسول الله ﷺ :
[ما يُصيبُ المُسلِمَ، مِن نَصَبٍ ولا وَصَبٍ ولا هَمٍّ ولا حُزْنٍ ولا أذًى ولا غَمٍّ، حتى الشَّوْكَةِ يُشاكُها، إلا كَفَّرَ اللهُ بِها مِن خَطاياهُ]
 
‏أيُّ رحـمـة هذه؟ يمنُ بها ربنا على عباده!
‏ما أعظم ديننا وما أجلّ ربنا -سُبحانه-
 
﴿ما أَصابَ مِن مُصيبَةٍ إِلّا بِإِذنِ اللَّهِ وَمَن يُؤمِن بِاللَّهِ يَهدِ قَلبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ﴾
قال السعدي: «الدعاء سلاح الأقوياء والضعفاء وملاذ الأنبياء والأصفياء وبه يستدفعون كل بلاء»

 
قال أبو إسحاق الحربي:
[ما شكوت إلى أمي ولا إلى أختي ولا إلى امرأتي ولا إلى بناتي حمّى وجدتها، الرجل هو الذي يدخل غمّه على نفسه ولا يُغمّ أهله؛
‏وكان بي شَقِيقة خمسًا وعشرين سنة ما أخبرتُ بها أحدًا قط ولي عشرون سنة أبصر بِعينٍ واحدة وما أخبرتُ بها أحدًا قط!!]
-طبقات الحنابلة (٨٧/١)

 
وقال ابن حجر:
[الله يجعل لأوليائه عند ابتلائهم مخارج؛ وإنما يتأخر ذلك عن بعضهم في بعض الأوقات تهذيباً وزيادة لهم في الثواب]
‏-فتح الباري 6/483
قَـالَ ابن الجَوْزِي:
«تلاوة القرآن تعمل في أمراض الفؤاد ما يعمله العسل في علل الأجساد»
-التبصرة/٧٩
وقال ابن القيم:
[ما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه]
‏-زاد المعاد [٤/٣٥٢]
وقال أيضاً:
[ذِكرُ الله..والإقبالُ عليه..والإنابةُ إليه..والفزعُ إلى الصلاة كم قد شُفِيَ بهم مِن عليلٍ وكم قد عُوفِيَ بهم مِن مريض]
‏-مفتاح دارالسعادة ١ /٢٥٠
قال ابن تيمية:
[كثير من المرضى يشفون بلا تداوٍ بدعوة مستجابة أو رقية نافعة أو قوة للقلب وحسن التوكل]
‏-الفتاوى ج ٢١ ص٥٦٣
[شكا عثمان الثقفي إلى رسول الله ﷺ وجعًا يجده في جسده منذ أسلم،
فقال له رسول الله ﷺ: ضع يدك على الذي تألم من جسدك، وقل: باسم الله. ثلاثًا، وقل سبع مرات: أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر.
قال: ففعلت ذلك، فأذهب الله ﷻ ما كان بي]
-رواه مسلم
قول المريض: "وا رأساه" ليس من الشكوى إذا قاله من باب الإخبار أو التّسَلّي؛ فإن عائشة رضي الله عنها قالت للنبي ﷺ ذلك، فقال بل أنا وا رأساه. 
-الشيخ الراجحي
عن عائشة رضي الله عنها،
أن رسول الله ﷺ كان إذا أتى مريضا أو أتي به قال: 
[أذهب الباس رب الناس، اشف وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما]
-صحيح البخاري
قال ﷺ:
[فِي الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ، إِلَّا السَّامَ ".
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَالسَّامُ: الْمَوْتُ]
‏-صحيح البخاري
عن عائشة رضي الله عنها، 
أن النبي ﷺ كان ينفث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوذات، فلما ثقل ، كنت أنفث عليه بهن، وأمسح بيد نفسه لبركتها.
فسألت الزهري: كيف ينفث ؟ قال: كان ينفث على يديه، ثم يمسح بهما وجهه.
-صحيح البخاري
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَ:
يَا مُحَمَّدُ، اشْتَكَيْتَ ؟ 
‏فَقَالَ: نَعَمْ
‏قَالَ: بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ، أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ اللَّهُ يَشْفِيكَ، بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ.

-رواه مسلم
﴿ما أَصابَ مِن مُصيبَةٍ فِي الأَرضِ وَلا في أَنفُسِكُم إِلّا في كِتابٍ مِن قَبلِ أَن نَبرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسيرٌ ۝ لِكَيلا تَأسَوا عَلى ما فاتَكُم وَلا تَفرَحوا بِما آتاكُم وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُختالٍ فَخورٍ﴾
‏قال تعالى في الثناء على أيوب عليه السلام:
{إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [ص: 44]، 
فأطلق عليه: {نِعْمَ الْعَبْدُ} بكونه وجده صابرًا، وهذا يدل على أن من لم يصبر إذا ابتُلِي فإنه: بئس العبد.
‏-عدة الصابرين (ص 60)
قال ﷺ: 
[ما من مسلم تصيبه مصيبة، فيقول ما أمره الله : إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم اؤجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها. إلا أخلف الله له خيرا منها]
‏-صحيح مسلم
عن أبي سعيد، أن رجلا أتى النبي ﷺ،
فقال: أخي يشتكي بطنه.
فقال: "اسقهِ عسلاً"
ثم أتى الثانية، فقال: "اسقهِ عسلاً"
ثم أتاه، فقال: قد فعلت.
فقال: "صدق الله وكذب بطن أخيك، اسقهِ عسلاً"
فسقاهُ فبرأ.
‏-البخاري
إذا اشتدّ الكرب جاء الفرَج، قالﷻ:
[إن مع العسر يسرًا]
عن الشعبي عن شريح:
[إني لأصاب بالمصيبة، فأحمد الله عليها أربع مرات، أحمد إذ لم يكن أعظم منها، وأحمد إذ رزقني الصبر عليها، وأحمد إذ وفقني للاسترجاع لِما أرجو من الثواب، وأحمد إذ لم يجعلها في ديني]
-سير أعلام النبلاء 4/105
قال ﷺ:
‏[إن أفضل ما تداويتم به الحجامة، والقسط البحري]
‏-البخاري ومسلم
‏عن جابر، عن رسول الله ﷺ أنه قال:
[لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل]
قال ابن القيم:
[إذا أراد الله بعبدٍ خيراً، سقاه دواء من الابتلاء والامتحان على قدْر حاله، حتى إذا هذبه ونقاه وصفاه وأهّله لأشرف مراتب الدنيا: وهي عبوديته ، وأرفع ثواب الآخرة: وهو رؤيته وقربه]
-زاد المعاد
عن عائشة قالت: لددنا رسول الله ﷺ في مرضه، فأشار أن لا تلدوني، فقلنا: كراهية المريض للدواء، فلما أفاق قال: [لا يبقى أحد منكم إلا لد، غير العباس؛ فإنه لم يشهدكم]
‏-صحيح مسلم 
‏*اللد هو الإجبار على شُرْب الدواء

لاتجزع من مصائب الدنيا مهما عَظمُت واشتدت؛ فإنها:
‏- تزهدك في الدنيا وتعلمك حقارتها.
‏- كفارة للخطايا والسيئات.
‏- تزيد الأجر وترفع الدرجات.
‏-تعلمك الانكسار والذل لله تعالى.
‏- تُبرئك من حولك وقوتك وتلجئك إلى حول الله وقوته.
‏- تتأسى بالأنبياء والمرسلين فهم أشد بلاءً كما ثبت عنهﷺ.

لاتجزع من مصائب الدنيا مهما عَظمُت واشتدت؛ فإنها:
‏- تزهدك في الدنيا وتعلمك حقارتها.
‏- كفارة للخطايا والسيئات.
‏- تزيد الأجر وترفع الدرجات.
‏-تعلمك الانكسار والذل لله تعالى.
‏- تُبرئك من حولك وقوتك وتلجئك إلى حول الله وقوته.
‏- تتأسى بالأنبياء والمرسلين فهم أشد بلاءً كما ثبت عنهﷺ

[ما دفعت شدائد الدنيا بمثل التوحيد، ولذلك كان دعاء الكرب بالتوحيد، ودعوة ذي النون التي ما دعا بها مكروب إِلا فرج الله كربه بالتوحيد.
‏فلا يُلقي فِي الكُرب العظام إلا الشرك، ولا ينجي منها إلا التوحيد، فهو مفزع الخليقة وملجؤها وحصنها وغياثها]
‏الفوائد لابن القيم ( ٥٣/١ )

من مشاهد لطف ﷲ عند تأخر الفرج ما يفتح على عبده من أبواب الطاعات والأحوال الإيمانية، فلا يزال يترقى فيها ويألفها حتى ترتاض نفسه عليها، فإذا كشف البلاء برحمته كانت منّته بالعطايا الدينيّة أعظم من كل منّه؛ وما وصله لعبده من استمرار العمل الصالح بعد البلاء خير له من كشف البلاء نفسه!
مِن ألطف ما قرأت في سبب تأخير الفرَج والنصر ما ذكره العلامة السعدي -رحمه الله- في (القواعد الحسان في تفسير القرآن) فقال:
‏إذا اشتدَّ البأس، وكاد أن يستولي على النفوسِ اليأسُ، أنزلَ اللهُ فَرَجهُ ونَصْرَهُ ليصيرَ لذٰلك مَوقِعٌ في القلوب، وليَعرِفَ العبادُ ألطافَ عَلَّامِ الغيوب!
‏{فإنّ معَ العُسر يُسرا إنّ معَ العُسر يُسرا} 
‏"اليسر الأول أن يأتيك أثناء الأزمة ثقة بالله تعالى، واليسر الثاني هو الفرج من بعد الأزمة، وفي أي أزمة تمر عليك هناك علامات للفرج، أولها اليقين بالله وعدم اليأس، وثانيها أن يُلهمك الدعاء"
قد يتأخر كشف البلاء عن العبد بسبب ذنوبه، فيكون محتاجًا إلى حسنات تمحو آثارها، ومن تأمل أدعية الكرب وجدها مشتملة على حسنة التوحيد التي هي أعظم الحسنات وأعلى شعب الإيمان، ما لهج بها عبدٌ موقنًا بها ومحققًا لمعناها = إلا أسرعت إليه المغفرة بحسب ما قام في قلبه من التوحيد!
بعض أدعية الكرب:
‏- لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
‏ (الترمذي ٣٥٠٥).
‏- لا إله إلا ﷲ العظيم الحليم، لا إله إلا ﷲ رب السماوات والأرض، ورب العرش العظيم.
‏(البخاري ٦٣٤٥).
‏- اللهُ ربي لا أشركُ به شيئًا.
‏(أحمد ٢٧٠٨٢).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ما الذي تفتقده البشرية يا تُرى؟